المُراد من السؤال: بحسب معلوماتي السطحية فإن الله خلق الشيطان في البدء على هيئة ملاك، وإن الشيطان هو من يهيء لنا الشر فإذاً من أوحى له بالشر أولاً وكيف من الممكن لشيء يخلقه الله أن يكون بهذه القباحة.

الإجابة:

باعتمادنا على الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، فإننا لن نجد ولا نص واحد يقول لنا كيف ومتى خُلق الشيطان، وبالتالي فإن من كتب الكتاب المقدس، وهم كُثر، استقوا من ثقافة الشرق القديم صورة لقوى روحية خفية تعمل على إيقاع الشرور بالإنسان، وهذا يعني أن الإنسان منذ القِدم يحاول أن يضع مبرراً لكل ما يراه ويعيشه من ألم وشر، وبذلك كان لا بدّ له أن ينسب كل الشرور لشخصيّة قوية يرى فيها أنها سبب كل معاناته.

وبمجرد أن نقول أن الله هو من خلق الشيطان أو أن الشيطان موجود فإننا نناقض الكتاب المقدس الذي يُظهر لنا أن الله محبة، وطالما أن الله محبة فكيف يمكن أن يخلق شراً؟

فإذا لماذا الشرور وكيف نعرف من يقف وراءها؟ لا نستطيع بكلمات قليلة شرح فكرة الشر في العالم، ومهما حاولنا في تفسيره فإننا سنقع في مصيدة نَسبِه إلى قوى روحية خفية. وهنا لا مجال لشرح فكرة الشر وألم الإنسان، فهي بحاجة مجلدات لنكتب عنها.