شرح السؤال:

اليوم وانا بالقداس ...سمعت ابونا وهو عم يقدم الأقداس عم يقول الأقداس للقديسين بالكمال والنقاوة وبعد ما كنت رح روح اتناول وقفت وصفنت بكتير  آيات وهي مو اول مرة بسمع الكلام من كل عمري بسمعو بس اليوم استوقفني  وحبيت اطرح القضية على موقع خبزك الحي واسمع الشرح عن طريقك أبونا..

الإجابة:

"الحمل الذي رفعه الكاهن بيديه هو جسد الرب الكريم، وهو الأقداس ولا شيء أقدس منه. ولكن الأقداس لا يجوز التفريط بها ولا تعطى إلا لمن يستحقها". هذا الكلام موجه إلينا جميعاً لأننا وبحسب تسمية بولس الرسول ندعى قديسين لأننا جميعاً أعضاء جسد المسيح في الكنيسة الواحدة.

"الأقداس للقديسين .."، هي دعوة إلى فحص الذات واكتشاف هويتنا، فإن ارتباطنا بالله القدوس هو الذي يقدّسنا، وذلك بعطية حب مجانية منه. تأتي هذه الدعوة للّذين هم في حالة سلام مع الله والأخوة، وفي حالة نعمة وبركة، إلى تناول جسد الربّ ودمه: «الأقداس للقدّيسين...»فيجيب المؤمنون: آبٌ واحدٌ قدّوس، ابنٌ واحد قدّوس، روحٌ واحد قدّوس، بمعنى: إذا كانت الأقداس - أي جسد الربّ ودمه - تُعطى لنا، وسُمّينا قدّيسين، فهذا ليس إلّا عطيّة حبّ مجّانيّة من الذي وحده القدّوس، ومنه تنبع كلّ قداسة

إننا على غير استحقاق نتقدم لتناول جسد ودم الرب يسوع المسيح، ولكن يجب على المؤمنين المتقدمين للتناول تلبية دعوة الله للقداسة، فهذا الكلام موجه للتذكير بأن علينا أن نعمل على قداسة نفوسنا من خلال ارتباطنا بالقدوس الواحد، ومن خلال عيش الحب والسلام بعضنا مع بعض، وهذه هي علامة الشركة بيننا.

وأيضاً هذه الدعوة تطال المهمة الموكلة لشعب الله في العهد الجديد الذي يحمل بدوره ختم ووسم الروح القدس الذي ناله بالمعمودية، والمهمة هي تقديس العالم، فالدعوة إلى القداسة تشمل الجميع، ونحن في القداس نعمل على تقديس نفوسنا ومن ثم تقديس من حولنا في العالم، ليصير العالم منضماً ومشتركاً في خلاص الرب يسوع المسيح، ويصبح واحداً كما أن الآب والابن والروح القدس، أي الله، هو واحد.

لذلك علينا أن نكون متيقظين أكثر، وهذه الدعوة إلى القداسة تنبّهنا وتُوقظ فينا حس المسؤولية الملقاة على عاتقنا، فلا نكتفي بأن نكون متلقين بل بالأكثر، نعمل مع المسيح الرب ومثله على تقديس نفوسنا، وكما قال في صلاته الكهنوتية: "لأجلهم أقدّس ذاتي"، من هنا نفهم أن القداس الإلهي هو ذروة اتحادنا بالله، ومن خلال جسد ودم الرب يسوع، نتحد بالله القدوس ونَضُم بقداستنا جميع الناس، لنصبح جميعاً واحداً بالمسيح يسوع.