المُراد من السؤال: بصراحة، قد طرح علي هذا السؤال من شخص كان الهدف منه التشكيك في صحة الإنجيل المقدس على اعتبار أنه مكتوب من قبل أربعة أشخاص وسبب التشكيك الاختلاف في بعض الكلمات والمصطلحات بين الأناجيل الأربعة من جهة وبين طبعة وأخرى من جهة ثانية وشكرا.
الإجابة:
في البداية يجب لفت النظر أنْ ليس هناك أربعة أناجيل، إنما أربعة كتّاب هم متى ومرقس ولوقا ويوحنا بالإضافة إلى أعمال الرسل ورسائل القديس بولس ورسائل الآباء كبطرس الرسول ويعقوب ويوحنا ويهوذا، وأيضاً سفر الرؤيا، وهذه كلها تُشكّل ما نسميه العهد الجديد وهذه الأسفار مع أسفار العهد القديم تُشكّل جميعها الكتاب المقدس.
والكنيسة تعي أن كل الذين كتبوا هذه الأسفار إنما كتبوا اختباراتهم الشخصية من خلال علاقتهم مع الله، فيصّح أن نقول أن الكتاب المقدس بأجمعه هو كتاب تاريخي، بمعنى أن الله قد دخل في التاريخ الشخصي للإنسان وأصبح وإياه واحداً، ويمكن القول أيضاً أن الله كشف عن ذاته من خلال تاريخ هؤلاء الذين كتبوا، كما يمكننا نحن اليوم أن نقول، إذا جاز التعبير، إن كل واحد منا قادر أن يكتب إنجيله الشخصي، أي اختباره الشخصي في علاقته مع الله، وبمعنى أدق، يمكن أن يكون كل واحد منا إنجيلاً حياً يُخبر العالم عن اختباره الشخصي لله.
هناك الكثير من الكتب لم تخترها الكنيسة لأسباب علمية ولاهوتية وكثيرون حاولوا أن يكتبوا، لكن رأت الكنيسة أن هؤلاء الأربعة وما كتبوه يكفلوا أن تصل الحقيقة إلى الإنسان، وأن الحقيقة المراد أن يكشفها الله عن ذاته قد وضحت من خلالهم، لذلك لم تختر غيرهم واعتبرتهم كافين للوصول إلى حقيقة العلاقة بين الله والإنسان.
ليس البحث في مَن كتب وعدد الذين كتبوا هو المهم في الكتاب المقدس، بل عما يتحدث أو يُخبر، فالكتاب المقدس يكشف لنا أن الله هو المُحرر والمخلص وأنه تجسد وتألم ومات وقام من بين الأموات وأن الله ثالوث، وهذه كلها تكفي لكي يكون عندنا صورة واضحة عن ماهية الله وعن ماهية العلاقة معه، لذلك أنصح بعدم الانجرار وراء الجدالات العقيمة التي لا تهدف إلا لتعزيز الانتفاخ والتباهي بالمعرفة والبعيدة كل البعد عن عيش كلمة الله.
أما بالنسبة للغات الكتاب المقدس التي بدأت الكتابة فيها فهي كالتالي:
العبرية: وهي لغة العهد القديم، وهي تدعى اللسان اليهودي
الآرامية: وهي اللغة الشائعة في الشرق الأوسط إلى أن جاء الإسكندر الأكبر
اليونانية: لغة العهد الجديد، فكانت اللغة الدولية في زمن السيد المسيح
وبالنسبة للترجمات فهذا الموضوع كبيرٌ جداً ويستلزم مقالات كثيرة وكبيرة لشرحه لذلك أستطيع أن أورد هذا الرابط للأب بولس فغالي وهو دكتور في الكتاب المقدس ومن خلاله يستطيع القارئ أن يجد ضالته عنده.