المُراد من السؤال: لطالما كان ما يُحيرني ذلك، فمثلاً نجد الله في الكتاب المقدس يصنع الخوارق والمعجزات، وفي حياتنا اليومية إلى الآن نصرخ له في وقت الشدائد والمحن، فنصلي لأجل أن يُنزل المطر، وأن يشفي مرضانا، ويحمينا من المخاطر، ويرزقنا مالاً وعملاً وزوجاً وزوجةً وحياة وفيرة ومديدة وسعيدة، وغالباً ما نرى أن أموراً تحدث من هذا القبيل، فهل الله قوة أم هو شخص أستطيع التواصل معه على أنه شخص؟
الإجابة:
لن أغوص بعمق في إجابتي عن هذا السؤال لأنه يستوجب الكثير والكثير من الشرح، لكن سأعرض هذه القصة:
سألت يوماً ما فتاة سبق وخطبت شاباً وسيماً اسمه (جو) وكان اسمها (ماري)، لماذا تحبين (جو)، فقالت لأنه وسيم جداً، فقلت لها وهناك أيضاً شاباً اسمهه (وليم) أكثر وسامة من (جو)، فقالت نعم (وليم) وسيم جداً، إذاً فلماذا (جو)، قلت لها، فقالت إن (جو) رياضي وأنا أحب الرياضة، فقلت لها إن (وليم) هو كابتن فريق كرة السلة في بلدتنا وهو رياضي أيضاً، فلماذا لا تحبين (وليم) فهو وسيم ورياضي؟، فأجابت بشيءٍ من الانزعاج، إن (جو) ذكي جداً، فقلت لها إن (وليم) حائز على أعلى درجات في جامعته وهو متفوق جداً على (جو)، لماذا لا تحبين (وليم)؟، إنك لم تجدي الإجابة يا (ماري)، لا بد أن يكون لدى (جو) شيء مميز جداً يتفوق به على (وليم) وعلى كل الشباب حتى اخترت أن يكون حبيبك وزوج المستقبل، وهنا انزعجت وراحت تبحث عن أشياء أخرى تصف فيها (جو) لتبرهن لي لماذا أحبته، وتمتمت كثيراً وقالت أنا أحب (جو) لأنه .. لأنه .. لم تجد شيئاً .. فقالت لأنه .. (جو)، نعم أنا أحب (جو) لأنه (جو)...
إن أبلغ جواب عن هذا السؤال هل الله شخص أم قوة يتعمد على ما أرى في الله من جهة وكيف يُظهر لي ذاته من جهة أخرى، وفي هذه الحالة يكفي أن نعرف أن الله الذي نؤمن به يكفي أن يكون الله وليس الله المُحب أو القادر على كل شيء، أو الله الشافي، أو الحامي ..الخ، فلا حاجة لله أن يكون قوةً لديها ما أحب أنا، فهذه العلاقة لا تسمى علاقة شخصية بالمعنى الحصري للكلمة وإنما علاقة حاجة، أما الله الذي أعلن عن اسمه لموسى في سفر الخروج أنه "هو الذي هو"، هو شخص يتفاعل معي وليس قوة تفعل بي، والحب الذي يُحبني إياه لا ينبع عن قوة كونية عظمى وإنما عن شخص يعطي ذاته لشخص.
هذا باختصار ما أحببت أن أجيب به، على أن التوسع بهذا المقال ممدوح وواجب وممتع أيضاً.