شرح السؤال:

خطر لي هذا السؤال عندما كنت أشاهد وثائقي يتحدث عن جرائم الشرف، مما أثار بداخلي عدّة أسئلة كل منها أفضى لسؤال آخر. لم خص الله المرأة بغشاء بكارة ولم يعطي للرجل علامة تدل على عذريته؟ هذا الغشاء أعطى الرجل حرية أن يفعل مايشاء بحياته ما يشاء لأن لا أحد سيعلم ما فعل. لم أعطى المجتمع حجة لتُذل بها المرأة من قبل الرجل الذي سبق له وأن قام بفعل الزنى آلاف المرات؟ لم خصّ المرأة بالآلام حين قال: أنتي بالآلام تلدين البنين؟ هل ستقول لي بأنه أيضا قال للرجل بأنه من عرق جبينك تأكل؟؟ سأقول لك أن المرأة مازالت متفوقة لأنها تفعل نفس الشيء ولم تنزل عنها مهمة الآلام. وشكراً لك كما في كل مرة.

الإجابة:

إن كلمة المساواة عموماً هي كلمة يدخل فيها تفاصيل كثيرة، تحتمل الصواب والخطأ، مثلاً الإنسان القصير لا يتساوى مع الطويل من ناحية الطول، لكنهما يتساويان من ناحية الإنسانية..

بين الرجل والمرأة هناك مساواة في الإنسانية، أقله من وجهة نظر المسيحية، والقانون الكنسي واضح بهذا الموضوع، أما أن يكونا متساويين بالجنس فهذا غير ممكن، فلكل منهما دور ومهمة.

المشكلة ليست بالله، بل بنظرتنا نحن للأمور. وإن نسبنا إلى الله عملية وضع غشاء بكارة للأنثى ولم يضع ما يدل على عذرية الرجل، فإننا نقول أن الله أجاز للرجل أن يزني وما إلى ذلك..ولم يُجز للمرأة.. وطبعاً سيظهر الله أنه مجحف بحق المرأة.. لكن الأمر مختلف.

هناك فكرة أنا أؤيدها بشدة، وهي أن الله ليس ساعاتي العالم، وأيضاً ليس هو من خلق بمعنى صنع العالم، فلو صح أن الله هو من صنع العالم وما فيه فهذا يعني أن الله قصير النظر وغير كامل، وهذا لما في العالم والإنسان من خطأ وضعف. 

الله لا يصنع إنما يخلق، وهناك فرق كبير بين الصنع والخلق، وبشرح السؤال طرحتِ أنتِ أن الله خلق بمعنى صنع (لِمَ خص الله المرأة بغشاء بكارة ولم يعطي للرجل علامة تدل على عذريته؟).. لا يجوز أن نضع فعل الخلق بصيغة الماضي، فالله يخلق الآن، أما، مثلاً النجّار، صنع باباً أو طاولة أو نافذة، وكان هذا بالماضي، فيمكن أن يصنع النجّار طاولة ويخصها ببعض المزايا دوناً عن طاولة أخرى، فلهذه أربعة أرجل ولتلك ثلاثة، وهذه سطحها مغطى بزجاج وتلك بخشب، ولون هذه يختلف عن تلك، وهنا لا تتساوى الطاولتان بسبب من صنعهما، أما فعل خلق الله، فهو يختلف كلياً عن فكرة الصُنع.

فالله يخلق في الصليب، بمعنى أصبح إنساناً جديداً على صورة الله ومثاله، عندما أتبنى في حياتي موقف الحب ذاته الذي دفع الرب يسوع المسيح إلى الموت لأجل خاصته.

أعود لأقول أن المشكلة هي في نظرتنا نحن للأمور، وكيف نسميها ونتعامل معها، ولاحظي أن هذه المشكلة هي في العقلية الشرقية، أما العقلية الغربية فقد تحررت من فكرة عذرية المرأة، وهناك تقبل كبير لها كإنسان.