نرى الله في الإنسان 


في سفر الملوك الأول الإصحاح 19 

كان إيليا النبي مكتئباً وطلب الموت لنفسه قائلاً: 

"قَدْ كَفَى الآنَ يَا رَبُّ. خُذْ نَفْسِي لأَنِّي لَسْتُ خَيْرًا مِنْ آبَائِي" (19: 4)

ومن المثير للاهتمام ، أن علاج الله لاكتئاب إيليا لم يكن دورة تنشيطية في علم اللاهوت بل بالطعام والنوم،

قبل أن يتحدث الله إليه، تم إطعام إيليا مرتين ومنحه فرصة جيدة للنوم. 

وبعد إطعامه ونومه، وبلطف شديد من خلال "صَوْتٌ مُنْخَفِضٌ خَفِيفٌ" (19: 12) ، واجهه الله بخطئه. 

هذه هي طريقة الله، إنه يحترم إنسانيتنا ويعاملنا بنزاهة،

أي أنه يعاملنا بشكل صادق مع حقيقة ما نحن عليه،

إن البشر، وليس الله، هم من جعل الروحانيات غير عملية.

لقد اخترعنا نماذج طرنا خلالها بعيداً عن الواقع، 

اخترعنا معابد ونسينا المعبود

اخترعنا صلوات فيها من الأنانية ما يكفي لجعل الله يتقيأ

اخترعنا أعياداً نحتفل بها بتقاليدنا الوثنية وأبقينا صاحب العيد خارجاً

اخترعنا أدعيةً ظننا بها اقتراباً من الله فإذ بها ابتعاداً عن حقيقته،

يقول الله: "أحبب قريبك كنفسك"( إنجيل متى 19 : 19) ونحن نطلب من الله أن يعمي أعين، ويكسر أيدي وأرجل ويشلّ، ويبعث الحمى، ويلعن فلان ويميت فلان..إلخ

اخترعنا طرقاً غير مسبوقة للتقرب من الله والابتعاد عن أخينا الإنسان، 

ونسينا أو تناسينا، أن نرى الله في الإنسان.