أنا طفل في السنة الثانية عشرة من عمري، أحاول أن أصنع فرقاً .. يا أيها البالغون، يا أيها الرؤساء والمسؤولون في العالم، إن مستقبلي في خطر، إني أخسر مستقبلي، ليس كالخسارة في الانتخابات أو خسارة بعض الأسهم في سوق البورصة. أنا أريد أن أتحدث بالنيابة أطفال العالم، بالنيابة عن الأطفال الجائعين حول العالم، الذي أصبحت دموعهم غير مسموعة. أنا أتحدث بالنيابة عن الحيوانات التي لا تحصى التي تموت، لأنه لم يعد لديها مكان تعيش فيه. الآن أنا أخاف الظهور في الشمس، بسبب الثقوب الموجودة في طبقة الأوزون، أخاف أن أتنفس الهواء، لأنني لا أعلم ما هي المواد الكيميائية الموجودة به. أنا لا أرى مستقبلي.. هل ترون؟ هل ترون أنّ عالمنا ينزف؟ هل ترون أنّ الإنسان لم يَعُد له معنى ولا أي وجود في حساباتكم؟ تحملون بأيديكم الكتب المقدسة التي تتكلم عن الله وتسعى لإيصال كلمة الله، فهل فكرتم ولو للحظة، أن هدف الله هو الإنسان؟ هل تنامون وضميركم مرتاح؟ أصبحتم تقتلون وتتقاتلون باسم الله وأصبحت الكتب المقدسة شعاراً للدماء في العالم. فلماذا أنتم رؤساء؟ كل ما أعطانا الله هو حسن، لا بل حسن جداً، لكن كل يوم نسمع عن انقراض جديد من أصناف الكائنات الحية أكانت حيوانية أم نباتية. وأتساءل هل يمكن أن يرى أبنائي هذه العظائم التي خلقها الله يوماً؟ أم أنكم باستهتاركم تريدون أن ينقرض الإنسان أيضاً؟ لا عتب إن أصبح الإنسان آخر أولوياتكم، ولا عتب على أناس فقدوا إنسانيتهم، وكل همهم أنفسهم فقط. هل كنتم في صغركم تقلقون على هذه الأمور مثلما أقلق أنا؟. كل هذا يحدث أمام أعيننا، ولكننا لا نزال نتصرف كأنه لدينا كل الوقت الذي نحتاجه، وكل الحلول. أنا مجرد طفل وليس لدي هذه الحلول، لكنني أريدكم أن تدركوا أنكم لا تعلمون كيفية معالجة ثقوب طبقة الأوزون ولا تعلمون كيف تعيدون أسماك السلمون المنقرضة.. أنتم لا تعلمون كيف تعيدون هذه الحيوانات المنقرضة ولا يمكنكم أن تعيدوا الغابات التي قطعتموها وجعلتم منها صحراء، فإذا كنتم لا تعلمون كيفية إصلاحها فمن فضلكم توقفوا عن قطعها. وإن كنتم لا تعلمون كيف تحافظون على الإنسان فتنحوا جانباً، مللناكم. وفي الواقع انقرضت أكثر من ثلاثين مليون فصيلة من الكائنات ولا يمكن للحكومات أن تغير هذا. أنا مجرد طفل ، لكني أعلم أننا متورطون في هذا جميعنا وعلينا أن نعمل كعالم واحد واتجاه واحد، فكلنا عائلة واحدة. لكن إن لم يكن همّكم هو الإنسان بالدرجة الأولى، فكيف ستنظرون إلى باقي الكائنات؟ نعم، نسيتم أنكم بشر، وأصبحتم دمى متحركة، نشاهدكم كمن يشاهد مسرح العرائس ويحلم. أنا لا أخاف من أن أخبر العالم بما أشعر، في عالمنا نحن نهدر الكثير، نشتري ونلقي ونشتري ونلقي، ومع ذلك ليس هناك أية حكومة تقبل بمشاركة ما لديها، حتى حين يكون لديها أكثر مما تحتاج. نحن نخاف أن نتشارك ونخاف أن نستغني عن بعض من ثرواتنا. حيث أعيش هناك حياة مترفة ويوجد الكثير من الطعام والمياه والمأوى، ولدينا الساعات وأجهزة الحاسوب والدراجات وأجهزة التلفاز، لكن في مدن مختلفة ومتنوعة من العالم نرى بعض الأطفال الذين يعيشون في الشوارع، أسمع أحدهم يقول: لو كنت غنياً سأعطي كل هؤلاء الأطفال الطعام واللباس والدواء والمأوى والحب والعاطفة. إذا كانت هذه حالة الأطفال الذين يعيشون في الشارع وليس لديهم أي شيء، لديهم الرغبة في التشارك، فلماذا هؤلاء الذين يملكون كل شيء لا يزالوا طماعين؟. لا يمكننا التوقف عن التفكير في هؤلاء الأطفال، فإن مكان ولادتك أصبح يشكل فارق كبير. وأنه كان من الممكن أن أكون أحد هؤلاء الأطفال الذين يعيشون في الشوارع، ممكن أن أكون أحد هؤلاء الأطفال الذي يعيشون في الصومال والعراق ولبنان وسوريا وأكون أحد ضحايا الحرب أو متسول في الهند. أنا أعلم أنه إذا تم إنفاق كل هذه الأموال، التي تنفق على الحروب، على إيجاد حلول لمشاكل البيئة وإنهاء الفقر، لكانت هذه الأرض مكاناً رائعاً. تعلموننا في المدرسة وحتى في روضة الأطفال، كيف نتصرف في هذا العالم، تعلموننا ألا نتشاجر مع بعضنا، وأن نتعاون ونحترم بعضنا البعض، وأن نزيل الفوضى وألا نؤذي المخلوقات الأخرى، وأن نتشارك ولا نكون طماعين، إذن لماذا تخرجون إلى العالم وتفعلون هذه الأشياء التي تطلبون منا عدم فعلها؟. عندما تلتقون أيها الرؤساء والمسؤولون في العالم، ماذا تفعلون؟ ما هو هدف لقاءاتكم؟ كيف وعلى ماذا تتخذون قراراتكم؟ لا تنسوا نحن أطفالكم.. فأنتم تحددون نوع العالم الذي سننشأ فيه. على الآباء أن يواجهوا أبناءهم ويقولون: سيكون كل شيء على ما يرام، ليست هذه نهاية العالم، ونحن نفعل ما بوسعنا، لكنني لا أعتقد أنكم ستتمكنون من قول هذا بعد الآن، فهل نحن على قائمة أولوياتكم؟. يقال دوماً المرء بأفعاله وليس بأقواله.. حسناً إن ما تفعلونه يجعلني أبكي كل يوم.. أنتم ترون كل هذا العناء بأعينكم ولكني أتحداكم.. اجعلوا أفعالكم تعكس أقوالكم التوقيع طفل من هذا العالملا أرى مستقبلي .. هل ترون ؟