قراءات من الكتاب المقدس : بشارة الملاك لمريم العذراء. (لوقا 1: 26 – 38) إنسان كان له ابنان. فقال أصغرهما لأبيه يا ابي أعطني القسم الذي يصيبني من المال. فقسم لهما معيشته. وبعد ايام ليست بكثيرة جمع الابن الاصغر كل شيء وسافر الى كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرف (لوقا 15: 11 – 13) ليس أنتم اخترتموني بل انا اخترتكم واقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم. لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي. (يو 15: 16) لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لأنكم لستم من العالم بل انا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم. (يو 15: 19) أجابهم يسوع أليس إني أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان. (يو 6: 70) فانه ان أخطأنا باختيارنا بعد ما أخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا (عب 10: 26) لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين. لأنكم اذا فعلتم ذلك لن تزلّوا ابدا. (2 بط 1: 10). في حديث جرى مع إحدى المعلمات عن الاختيار والقضاء والقدر كان هذا الرد منها : ” كلمة اختيار بتكركبني ، بتقلب كياني قلب ، بتدايقني بكتير أحيان .. إيه أنا إلي قصة مع هالكلمة ، ويمكن كتيرين الهن قصة معها … مبدئياً ، أنا مؤمنة كلياً بكل شي اسمو قضاء وقدر ، وبالنهاية مارح يصير غير يللي كاتبه ربنا ..لكن .. في نقطة مهمة ، يللي هية ، الاختيار يللي بيغير كل حياتنا .. أو ممكن يتحكم فيها .. من وأنا وصغيرة الكل بيختار عني .. كل شي بيختاروه عني ، الإسم ، الأكل ، اللبس ، الرفقة ، المدرسة ، والتعليم وبرامج التلفزيون وكل شي ممكن أي حدا يتخيله ..كبرت ولسا الكل عم يختاروا عني كل شي ، وأنا ماكنت قول لأ ، ليه ؟ صدقاً ما بعرف ، يمكن ماكنت واعية ، يمكن كان هاد أفضل الموجود ، دخلت جامعة ، ولسا الاختيارات من قبل كل يلي حوليي جارية ، ما بتذكر اخترت شي ما بيرضيهن أو مو مدرج ضمن قائمة السماح عندهن مجرد تفكيري إنه كل شي ما كان إلي فيه رأي أو خيار كتير بيدايقني ، وبحس حالي مظلومة كتير ، لدرجة أني هلأ بخاف كتير لما بدي أختار شي أو مو خوف ، شعور بأني مو قد مهمة الاختيار لأني ما تعودت عليها. دوماً بحس أنه في حدا لازم يختار ويشيل هم المسؤولية عني ، لبين ما بلشت أتعود شوي شوي على الاختيار ، والصح كمان لحد هلأ بحس بالظلم بكل شي كان لازم يكون الي فرصة بإختياره ، كل شي انفرض عليي بدون أي تبرير ، بدون أي سبب ، من الحكي لـ اللبس لـ المعتقدات لـ الكتب والدراسة هي بقى قصة الدراسة قصتها قصة ، يعني ليه ليفرض علي دكتور ما فهمان شي كتب من زمن جدي ومالها قيمة ، خصوصاً كتب الأساطير ، يا الهي قديش عانيت فيهن ، ولحد الآن ما بقتنع أنه في فايدة من دراسة المتحولون وأوديسة والإلياذة و… ، وما حدا بيقدر يقنعني أنو كم شخصية كرتونية اسمهن آلهة قاعدين عم يتسللوا بالبشر فينا نسميه أدب ، لأ وأدب من النوع الفاخر كمان !! بستغرب إنه كل يللي بتجيهم فرصة أنهم يقرروا ويختاروا عن كتير ناس كيف ما بيراعوا مصلحة الناس وكل يللي بيهمهم ميولهم وأمراضهم وعقدهم ،، يا الهي !! اللي راح راح ، ومارح كون متلهن ،، وهلأ لما بختار لطلابي كلمة مشان الاملاء بختارها بحذر وبفكر اذا صعبة أو مناسبة أو أو ، واللائحة تطول ، وعم أعرف اختار إلي ولغيري وانشاء الله ما بأذي حدا وبختار صح..لما بختار صح ، وكل الناس بيختاروا الشي الصح بدون ظلم ، وقتها فينا نقول قدّر الله وما شاء فعلاً بكل إيمان”. في الحقيقة هذا الكلام نطرحه جميعنا، ونقول لو كان بيدي لفعلت كذا وكذا ، وتنبع لنا تساؤلات كبيرة في حياتنا من خلال ما نشاهده أو نختبره حول ما يمكن أن نختار أو ما لا يمكن أن نغيره أو نختاره . هناك مسائل كثيرة وشائكة تخص موضوعنا هذا مثل المرض والموت والكوارث الطبيعية إلى ما هنالك .. المرض هو أي خلل أو اضطراب في سير العمليات الحيوية نتيجة دخول كائن غريب (بكتريا – فيروس) في الجسم أو نتيجة حدوث تغير في الظروف البيئية المحيطة والتي لها تأثير على النمو الطبيعي وينعكس ذلك كله على صحة الإنسان، وهناك أمراض جينية أي بالوراثة وأيضاً أمراض نفسية وعقلية .. فهل الله هو المسؤول عنها ؟ فكيف يقول يسوع ” أتيت لتكون لهم الحياة وتكون أوفر” ؟. والموت يأتي نتيجة إما لمرض ما أو عطل ما يصيب الأجهزة الأكثر أهمية في الجسم. وهنا أسأل : هل حقيقةً يريد أو يهم الله أن يموت الإنسان؟ أما كان الموت هو خياراً لله ليخلص الإنسان؟ وأيضاً الكوارث الطبيعية .. هل الله يختارها حقاً ؟ أم أننا بمجرد أن نؤمن بأن الله هو الخالق نجعل منه علة كل ما يصيبنا ؟ ولكن هل فكرنا بعمق في هذا كله، أشك بذلك، لهذا سوف أطرح بعض نقاط التي قد توصلنا إلى اكتشاف خبايا وخفايا موضوع الاختيار. حتماً لا نستطيع أن نختار كل شيء، وخصوصاً أن الإنسان بمراحل حياته الأولى يحتاج إلى من يدبر أموره وبالتالي من يختار عدة أمور عنه، هذا الاختيارات تكون دائماً مرهونة بالحالة المعيشية والمكان والزمان لهذه العائلة أو تلك، وبالتالي تنطبع شخصية هذا الطفل بانطباعات مأخوذة من الوضع العائلي الذي يعيشه وحسب نوع التربية والحالة الاجتماعية التي تعيشها هذه العائلة؛ يكبر هذا الطفل وهو بالكاد يعي ما اختاره له أهله، ويقع بين نار ما هو عليه وما ينتظره أو ما سيفعله، وهنا يأتي دور السؤال التالي: هل نستطيع تغيير شيء لم نختره نحن ؟ أترك الإجابة لكم لأنها بحاجة إلى مناقشة وجدال قد يطول الشرح فيها إن استفضت في شرحها. ولكن ماذا عن اختيار الله ؟ نخطئ جداً عندما لا نفرق بين اختيار الله على أنه خيار وبين اختيار الله على أنه هو، أي الله، يصنع عنا أو يفكر عنا ويعمل لنا أشياء نريدها أو لا نريدها. الله يضع لنا خياراته، التي لنا الحرية في أن نختارها أو لا .. ولكن من يؤمن بالله يختار خيارات الله . أما كانت مريم تستطيع ألا تختار خيار الله بتجسد ابنه من خلالها؟ ولكن اسمعوا ما قالت لها أليصابت :” فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب ” (لوقا 1: 45). نحن بإيماننا المسيحي لا نؤمن بالقضاء والقدر ولا نؤمن بأن الله يكتب لنا ما سوف يحدث في حياتنا، بكل بساطة هكذا لأنه سوف يكون متحكماً فينا وبالتالي كيف له أن يحاسبنا حسب أعمالنا..؟ لذلك قلت أن الله يضع خيارات ولا يمكن أن يختار عنا، بل هو يختار لنا. فكما أن الوالدان يختاران لأبنائهم أفضل ما يمكن حتى يبلغ الأبناء ويصبحوا قادرين على تحمل المسؤولية هكذا الله أعد لنا خلاصاً بابنه لتكون الحياة لكل من يؤمن به. أعود لأسأل : لماذا يختار الأب والأم عن ولأولادهم الصغار ؟ أليس لأنهم أي الأولاد هم خاصتهم وبالتالي الأب والأم معنيان بكل ما يلزم لاستمرار حياة طبيعية وناجحة لأولادهم ؟. هكذا هو الله في حقيقته وهذه هي حقيقتنا ؛ إن كنا نؤمن أن الله هو خالقنا، فنحن نقر بتدبيره لنا، وهذا التدبير هو أفضل ما يكون، حيث أن الذي دبّر ويدبّر هو الله الذي له كل الامتيازات . فهل دبّر الله أو يدبّر لنا ما هو سيء ؟ إذا كان الجواب نعم فهذا يعني أننا نؤمن بغير إله ولا يمت لإله الكتاب المقدس بصلة . وإذا كان لا، فلا حاجة لأن نلصق التهم الباطلة بالله على أنه يصيبنا بمصائب وكأنه لا يعي ماذا نريد وما يجب عليه أن نكون . سأعود لفكرة التمييز بين اختيارات الله وبين خياراته، وهنا لا بد لنا من التفكير بماهية هذا الاختيار أو الخيار، أي ما القصد من وراء اختيار الله لإنسان أو لشعب ما؟ فإذا فهمنا القصد والماهية نفهم معنى اختيار الله . قال يسوع للرسل: ” لستم أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتنطلقوا وتأتوا بثمار وتدوم ثماركم”(يوحنا 15: 16) . من الواضح أن قصد يسوع من اختيار الرسل ينبع من رسالته التي هي من الله، فيكون أن كل من يختاره يسوع يحقق قصد الله . ولا يوجد أي مختار إلا بيسوع ، لأن يسوع هو مختار الله الأوحد بكل معنى الكلمة ، إذ لا يستطيع أحد أن يحقق الخلاص إلا يسوع وهذا هو القصد وهذا هو التدبير الإلهي للإنسان. إذا أمعنا النظر في حياة يسوع ( مختار الله الأوحد ) نرى مدى اهتمامه بالإنسان وخلاصه من الموت والخطيئة ليحيا لله . وهذه هي الانطلاقة التي نرتكز عليها في فهمنا لموضوع الاختيار ، إذ لا يهمّ الله أن يختار لي أن أصبح مهندساً أو طبيباً أو عامل نظافة… إلخ ، بل يهمه أن تكون معه وله وأشدد هنا على أن هذا الذي يهم الله هو خيار ولنا الحرية في أن نختار أو لا نختار. وأركز على أن من يؤمن بالله يختار خياراته.بين اختياري واختيار الله