(لوقا 17: 1 – 3): 1 وقال لتلاميذه لا يمكن الا ان تأتي العثرات ولكن ويل للذي تأتي بواسطته 2 خير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر من ان يعثر أحد هؤلاء الصغار3 احترزوا لأنفسكم وان اخطأ اليك اخوك فوبخه و ان تاب فاغفر له.
يمكن الاستعانة بقصة لوط وعائلته في سدوم وعمورة (تكوين 18 و19). وأيضاً قصة يوسف مع امرأة فوطيفار (تكوين 39).

في إطار ما هو خطأ وما هو صواب، تظهر العثرات في العلاقات البشرية، بعضهم مع بعض، ومع الله، وحتى، بشكل منفرد، الإنسان مع نفسه.

ليست المشكلة في وجود العثرات، فحتماً هي موجودة، ولكن المشكلة في جعل العثرات إيجابية في مواجهة العثرات السلبية.

 تبدأ هذه العثرات شخصية وتنتهي جماعية، إذ أن الإنسان يعيش متأثراً ومؤثراً من وفي محيطه، وتنمو هذه العثرات مع نمو البشرية وتتطور عبر العصور، فنلاحظ أن العثرة قبل عصر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي كانت شيء واليوم شيء آخر. لكن ما يجمع بين عثرات العصور القديمة والجديدة هو نفس الخطايا، أي أن ما يؤدي إلى ارتكاب الخطيئة هو الذي اختلف ولكن الخطيئة هي نفسها.

تندرج العثرات، بشكل أو بآخر، تحت الرغبات الشخصية، وهذه الرغبات تخضع للتربية والمحيط، وبنفس الوقت تندرج هذه العثرات تحت نوعية الانتماء الشخصي، إما لله وإما لمذهب معين، وإما لفكر، أو عادات وتقاليد، وإما كلها مجتمعة، فيضحي الشخص خاضع لقيود معينة لا يستطيع أن يتجاوزها بسهولة إلا إذا نضج فكره وقلبه على ضوء العلاقة مع الله.

إن نمو الفكر ونضجه، على ضوء العلاقة مع الله، يسمح لنا بأن ننتبه لما يجري من حولنا فلا نتأذى، ولا نؤذي، إلى حدٍ ما، غيرنا.

فعلى مثال الرب يسوع المسيح، نكون عثرة، ولكن إيجابية، فلقد تأذى كثيرون من فكر وسلوك وكلام الرب يسوع، رغم أنه هو، الراعي الصالح، وهذا يعكس أهمية وجود عثرات إيجابية بمواجهة العثرات السلبية.

إن حياتنا تشبه، إلى حدٍ كبير، السير على الطريق، يوجد فيه مطبات، هذه المطبات وُضعت لهدف، لكن لكي تُكمل الطريق عليك أن تعلو فوقها، وهنا السر، إذ لا بد من أن تأتي العثرات، ولكن الويل لمن تأتي على يده، هذا الكلام موجه بشكل مباشر لمن يمنع الإنسان من السير في الطريق الصحيح، ولكن طوبى لمن يكون عثرة في طريق الإثم والخطأ.

إن التغلب على مطبات الطريق يتطلب قوةً وإصراراً وثباتاً، ويساعدني في ذلك، تلك العلاقة الثابتة مع الله، المبنية بإيمان قوي، والتي تنعكس على حياتي، فأميّز النور من الظلام، والحلو من المر، وأكيد الخطأ من الصواب؛ إن التركيز الدائم على الهدف يجعل الطريق، رغم العثرات، سهلاً، فلا تهبط معنوياتنا عند أول مطب ولا حتى آخر مطب.


إن الله قادر أن يرفعني إن سقطت، لذلك عليّ أن أثبت فيه وهو فيّ، فهو مرساة الأمان.

ويجب عليّ أن أكون عثرة في طريق الشر، لأوجّه العالم إلى طريق الخير.

صلاة
"طوبى لمن أحبك يا رب، فسيعظم قدره في هذا العالم، فإذا ربح الإنسان العالم وخسر نفسه، فربحه كلا شيء، فيا ربنا، أعطنا أن نمقت العالم، ونربح نفوسنا ونرث الحياة المؤبدة، آمين."